29 January 2008

رجال نرفع لهم القبعة .. ورجال نرفع لهم ........ا

فى هذا الزمان يختلف الأشخاص بين من هو جدير بالأحترام و من هو جدير بالذم , من هو جدير بذكر محاسنه بكل فخر واعتزاز و من هو جدير بذكر اسمه على استحياء هذا اذا تم ذكره فى الأحاديث أو فى الاخباراليومية نلحقه بكم من اللعنات لا يعد ولا يحصي .

سأبدأ أولاً ً بالجانب السياسي الداخلى ففيه رجل يستحق أن نرفع له القبعة احتراماً و ننحنى له تقديراً لأنه لم يخف فى قولة الحق لومة لائم أو سلطة ذى سلطان هذا الرجل هو المستشار / جودت الملط رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات , فقد قام الملط بتقديم تقريره عن أداء الحكومة لمجلس الشعب فكشف عن أداء مخزى للحكومة المصرية , و قصور تام فى واجباتها أمام الشعب و أيضاً فى ميزانيتها التى حملت العديد والعديد من علامات الاستفهام , وما تجرأ الرجل على الكشف عن تقريره أمام أعضاء مجلس الشعب الموقر الى أن تم مهاجمته و اتهامه بالعمالة للبنك الدولى والخارج لأنه يقيم بحكم عمله أداء الحكومة , وكل من هب ودب لم يترك المجال إلا لمهاجمته بداية من السادة الوزراء المسؤلون عن تقصير الحكومة و أعضاء مجلس الشعب من أعضاء الحزب الوطنى , و بالكاد تم الموافقة على تقريره على مضض ولم يقم المجلس باستكمال الاجراءات على الوجه الأمثل بتحويل الملف على النائب العام للتحقيق فى الأمر و ربما كان خوفاً من فضح الفساد المتغلغل فى مصر برعاية الحيتان الكبار , و هؤلاء الذين يهاجمون المستشار / الملط يستحقون أن نرفع لهم ........... تقديراً لهم .

ثانياً الرجل الثانى الذى يستحق أن نرفع له القبعة احتراماً و ننحنى له تقديراً هو اللاعب الخلوق / محمد أبو تريكة نجم المنتخب الوطنى و النادى الأهلى الذى قام دون خوف من العقاب بالتعبير عن تعاطفه مع غزة و أهالى غزة أطفال و نساء و شيوخ و رجال , هذا التعاطف الذى جاء من فرد يحب أمته و دينه وغيور على رفعتهما , بغض النظر عن اللوائح و القوانين الخاصة بكرة القدم فإن أبو تريكة عبر عن ما يجيش بمشاعر الشعوب العربية فى ظل صمت من الحكام و مسؤولى السلطة الفلسطينية الذين كانوا يبدون أسفهم لمقتل أى شخص يهودى صهيونى فى اعتذار مستفز , السؤال لهم الآن : ألم تبدون أسفكم لمقتل أهالى شعبكم ؟ ألم تهتز فرائصكم لما يحدث لغزة و أنتم تقدمون التنازلات أمام اسرائيل ؟ و السؤال الآن للحكام العرب الى متى الصمت على ما يحدث فى فلسطين و ندارى ظهورنا لهذه القضية الهامة و تبحثون عن حلول لها لا ترضى أحلام الشعوب العربية , حقاً فعلت يا أبو تريكة ونحن فخورين بك , والى من يبيعون القضية فاننى أرفع لهم .......... تقديراً لهم .

ملحوظة :

بعد ما أن قام أبو تريكة بالتعبير عن رأيه وتعاطفه الذى نتضامن معه ارتفعت بعض الأصوات التى تطالب بفصل السياسة عن الرياضة , و لذلك فالتساؤل الأن هو منذ متى الرياضة تنفصل عن السياسة ؟؟؟ا

03 January 2008

شربوا من ماء النار

يسود العالم الان جو غريب من الكراهية
جو مشحون بالغضب جو تتزايد فيه حمامات الدم الناتجة عن التعصب الاعمي
جو تشحن فيه العقول بضلالة والاجساد بطاقات تسخر في غير موضعها.

الوضع اصبح خطيرا وليس فقط مقصورا علي قطعة الكيك الكلاسيكية المعروفة بالشرق الاوسط بل تعداها الي بقاع شتى وكثيرة من العالم بقاع لايوحدها الا انها جميعا تروى بمياة النار
مياة الكراهية والتعصب لدين وعرق و افكار وساسة معينين.

ففي الشرق الاوسط وصلت الكراهية الي قمتها المشئومة في ارض لبنان , واصبح حال الحياة من المحال ببساطة لان الكل يكن الكراهية للطرف الاخر ...الكل في لبنان عميل في نظر الطرف الاخر... الكل مدسوس علي بيروت ...والكل يقبض ليلة الاحد ثمن مواقفه ونظير كلماته التي في معظم الاحيان تكون مسمومة
كلهم اختلفوا في اديانهم وافكارهم وطموحاتهم السياسية واتفقوا جميعا وبقوة علي تزكية نار الكراهية بينهم
؛ وهو ما تستطيع ان تسمعه وتشاهده علي الهواء مباشرة وحصريا في خطب الساسة التي تخلو تماما من اي اطروحات عملية تنقل لبنان الدولة الي حالة السلم ولكنها خطب تمتلأ بعبارات السب والقذف من شاكلة العمالة لسوريا وايران , او انتقاد لاصحاب العمائم من انصار حزب الله
وهو ما يؤكد انهم جميعا شربوا من نفس المياة واكلوا من زرع تم ريه بمياة النار

نفس الحال وفي صورة كربونية معتمة ينطبق علي شجعان فلسطين الجدد من انصار فتح وحماس الذين نسوا القضية الام والمحتل البغيض واصبح همهم الاول والاخير قتل بعضهم البعض
فتح وحماس يسهلان كثيرا من مهام جيش الدفاع الاسرائيلي ويوفران عليه الكثير من بارود الرصاص !!! الفرقاء في فلسطين يختلفون علي القشور ويتنازعون علي سلطة وهمية لا قوة لها
يتنازعون علي سلطة يسجن وزرائها وتعطل جلساتها التشريعية
هم بكراهيتهم يعطون للعالم صورة سلبية عن الشعب الفلسطيني ويحفرون في العقل العالمي صورة الفلسطيني كما تريد اسرائيل ان ترسمها....يقتلون بعضهم البعض ....فطبيعي ان يكونوا دائما متربصين لابنائنا , و هو ما يمكن ان يصدقه وبسهولة العقل الاوربى الم يرى العالم الحماساوى يسحل اخيه الفتحاوى .....الم اقل لكم انهم شربوا من ماء الناء

نفس المياة شربها رجالا ونساءا اوروبيون طاروا – وليس كل ما يطير برقة ونُبل حمام السلام – الي تشاد مدججين بافكار متعصبة للرجل الابيض تجعل من الاسود عبيد مقدر عليهم ان يعيضوا في تعاسة وشقاء من اجل نعيم الابيض ....انها كراهية الالوان القديمة تظهر من جديد.
ذهبوا الي تشاد بافريقيا لشراء اطفال في سن صغيرة كي يتم بيعهم بسوق النخاسة الاوربية
والي حقوق الانسان ارسل تحياتي ....

فى ملاعب اوربا الان يتساقط الشباب ضحايا كراهية الرياضة ...يبدو ذكر الرياضة غريبا ولكن وبكل اسف فالتعصب الاعمي للاندية يجعل المشجعون يتشاجرون ويتساقطون ارضا بين قتلي وجرحي لانهم ببساطة يشربون من ماء النار ....ماء نار الكراهية والتعصب ونبذ الاخر
وفي العراق نفذ ماء النار فببساطة شربه الشعب كله واكبر دليل الاقتتال العراقي العراقي المؤسف

كراهية واستعلاء واستغلال تحكم التعامل بين اجناس البشر كلهم ينسون انهم في اصلهم انسان
اننا نعود الي نفس الخالق....كلنا نتعمد ان ننسي تلك النقطة بالذات امام تغرير الحياة بنا

كلنا نشرب من نفس الكأس باختلاف جنسياتنا والواننا ودرجاتنا العلمية
لقد اصبح الاخر عدوا والعدو في ثقافتنا الانسانية الجدية مقتول فهو مخالف لما نراه صحيحا
ولا ندرى من اصح صحيحنا ومن حكم بخطا الطرف الثاني
كلنا لا تعود علينا كمصريين او مسلمون او عرب او اقباط بل تعود علينا بني البشر
كلنا نشرب وبكل اسف ومرارة من ماء النار ............... 0