04 April 2008

أضواء على قمة دمشق2008

أضواء على قمة دمشق 2008

فيما قبل اغتيال رفيق الحريرى رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق كانت الدول العربية يتزعمها ثلاثى يتبادل اللقاءات القمية الثنائية و الثلاثية وهذا الثلاثى غنى عن التعريف لأنه مكون من ( السعودية – سوريا – مصر ) لكن " دوام الحال من المحال " وهذه القاعدة تظهر دائماً وبلا انقطاع فى العلاقات الدولية بين مختلف الدول واتحدى أن تكون هنالك أية علاقات بين دولتين فى العالم مستمرة على حالها دون تغيير .... وبالعودة إلى موضوعنا وكأن القاعدة السابقة بدأت فى الانطباق على الثلاثى العربي والذى كان اغتيال الحريرى هوالقشة التى قصمت ظهر البعير , وبدأت أصابع الإتهام تشير إلى سوريا ومسئوليتها عن الحادث وعن جميع ما يحدث فى لبنان قبل اغتيال الحريرى و ما بعد اغتياله بالإضافة إلى تورطها فى فى العراق ودعم المقاومة العراقية ضد جيوش الإحتلال الانجلوامريكية ... و أيضاً مسئولية سوريا عن المقاومة فى فلسطين المحتلة ودعم احدى المنظمات الارهابية – على حسب وصف السياسة الخارجية الأمريكية – وهى منظمة حماس , كما أنها – الكلام عن سوريا – شريك استراتيجى لإيران وممكن أن نقول أن سوريا تدعم ايران بالبرنامج النووى الإيرانى , ولذلك يجب أن تضرب اليد الحديدية على سوريا , وبما أن سوريا دولة عربية ولما لها من وضع هام فى الوطن العربي فإن العالم العربي سوف يرفض أى ضربة عسكرية لسوريا وتجاه الضغوط الأمريكية بدأ تطبيق نوعاً آخر من العقاب وهو العزلة السياسية , وهذا ما تجسد بشكل واضح فى القمة العربية الأخيرة حينما أعلنت لبنان عدم حضورها للقمة على الرغم من توجيه سوريا الدعوة للحكومة اللبنانية إلا أن لبنان مازالت تتخبط فى سياستها الداخلية و الخارجية .


ثم بدأت محاولات القوى الدولية الكبرى فى العمل على افشال قمة دمشق باعتبار أن التجمع العربي فى سوريا –بالتحديد- سيعد دعماً لسوريا وسياستها وهذا أمر غير مرغوب فيه فى وقت توضع فيه سوريا مع إيران على كفة واحدة باعتبارهما من الدول المارقة حسب وجهة النظر الأمريكية .

وبدأت بعض الدول فى تخفيض مستويات تمثيلها بالقمة ... وما يلفت النظر هو أن هذه الدول كبرى دول المنطقة وذات أكبر الأثر فى السياسة الشرق أوسطية , وهذه الدول متمثلة فى { الأردن و السعودية و مصر } وباعتبار انهما شهود على ما يتم فى المنطقة من مفاوضات سلام أو مؤتمرات دولية أو لهما أى تدخل فى أزمات الشرق الأوسط فإن غيابهم أو بمعنى ادق حضورهم بمستوى تمثيلى أقل يعد تقليلاً من أهمية قمة العرب دمشق 2008 .. وفى إطار علمى المتواضع ببعض قواعد القانون الدولى و الدبلوماسي فإنه من المعروف فى مؤتمرات القمة أنها تكون على مستوى رؤساء وملوك الدول وفى حالة عدم حضور أى منهم ينول عنهم نوابهم أو رؤساء الحكومات أو على أقل تقدير يمكننا القول تجاوزاً حضور وزير الخارجية أما أن يكون التمثيل الدبلوماسي غير هذا فإنه يعد تهريجاً و استخفافاً بالقمة وهو المطلوب اثباته من قبل الولايات المتحدة الأمريكية , ولا نستغرب حينما يخرج علينا الرئيس الفرنسي ليصرح بأن حضور كلاً من السعودية ومصر يهذا التمثيل الدبلوماسي بالرغم من أنهما من كبرى دول الوطن العربي يعد اشارة واضحة لعدم أهمية القمة و أيضاً اعتراضاً على السياسة السورية فى المنطقة ... ومما لا شك فيه أن التصريح الفرنسي السابق قد كشف النقاب عم محاولة السعودية ومصر بجانب الأردن إفشال قمة دمشق .

ولكن بعد انعقاد قمة دمشق وسط غيوم تملأ الأجواء العربية كما قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي .... هل نجحت أم فازت السيطرة الأمريكية على الدول العربية ؟؟؟
بمعنى أخر من الفائز فى قمة دمشق : سوريا أم التحالف السعودى المصرى ؟؟!!!!!


أضواء على كلمات الجلسة الافتتاحية لقمة دمشق :-

- اتسمت كلمة الرئيس السورى بشار الأسد بمنتهى التعقل السياسى وعدم اتباع اللهجة الثورية على غرار الرئيس الايرانى .. كما انه ألمح إلى أن لبنان دولة ذات سيادة وأن سوريا لا تعيق اختيار الرئيس اللينانى بل ان هناك ضغوطاً على سوريا من أجل التدخل لحل الأزمة اللبنانية ..... ويناء على كلمة بشار الأسد أرى أن الكرة الآن فى الملعب اللبنانى ... فإلى متى ستم اسناد تخبط الحال اللبنانى إلى سوريا ؟؟؟

- كلمة السيد عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية اتسمت بالصراحة والوضوح وعدم المجاملة .... وقد قام بشرح الحال العربي وما وصل إليه من تدهور , وأيضاً تفشي ظاهرة عدم الثقة بين البلاد العربية وهو ما يهدد العمل العربي المشترك .. مؤكداً على أن الغيوم تملأ سماء العلاقات العربية العربية ... كما شدد على أن عملية السلام فى تدهور مستمر والعرب يقفون مكتوفى الأيدى فى انتظار الحل الأمريكى للقضية الفلسطينية تحديداً ..... ومن خلال كلمة عمرو موسي شعرت فعلاً بأن هذا الرجل قلبه على الوطن العربي ولكن لا مساعد له فى تنفيذ أحلامه التى تقترب كثيراً من أحلام الشارع العربي .

- فى النهاية لابد أن أتطرق كلمة الرئيس – أقصد الزعيم – اللينى معمر القذافى الذى ألقى كلمة ارتجالية خارجة من قلبه وعقله مباشرة إلى مسامع القادة العرب والشعوب العربية , وعلى الرغم من أفكاره الغريبة وكلامه الذى جعل جميع من يسمعه يضحك من قلبه ..إلا أنه كان صريحاً فى العديد من النقاط ولكننى لن اقف إلا عند رأيه فى القضية الفلسطينية واستمرار التنازل فبها ... و أيضاً اتفق معه فيما قاله من أن العرب لا تجمعهم سوى قاعة الاجتماعات فى كل قمة عربية أو اجتماع عربي بالجامعة ..
- لماذا تهكمت الصحف القومية المصرية على قمة دمشق و قامت بالهجوم العنيف عليها وابراز عدم اهميتها واعطائها من التشبيهات كل ماهو سيئ .. هل كل هذا لعدم مشاركة الرئيس المصري بها .... عفواً أرى ان الصحف القومية المصرية مازلت تعيش حالات النفاق السياسي وعدم احترام معنى كلمة الصحافة .

- نهاية لدى تساؤل هام جداً على فعلاً لن يجتمع العرب مرة أخرى دون خلافات ؟؟؟؟

- وهل نجحت قمة دمشق ؟ واذا نجحت فمن هو الخاسر نتيجة نجاحها ؟؟؟ .