17 November 2007

فتوة الافتاء بين السياسة والاسترزاق


مما لا شك فيه ان الهدف الاساس من ايجاد مصطلح الافتاء عموما هو مساعدة جموع المسلمين في فهم تعاليم دينهم الحنيف و محاولة تسهيل فهم حياتهم اليومية العصرية وفقا للقرأن والسنة. ولان الافتاء ليس بالعملية الهينة حتي تترك للجميع وذلك تم ايجاد دار الافتاء المصرية و فيها يفتي شيوخ قادرون علي الافتاء بشكل صحيح ومنهجي وفقا لكتاب الله

والغريب ان الوضع اصبح عكس ذلك تماما
فلا الافتاء اصبح يسهل فهم حياتنا تعاليم الدين ولا اصبح مقصورا علي شيوخ دار الافتاء

فلقد انتشرت في الفترة الماضية فتاوى غريبة جدا و في غير محلها اثارت ارتباكا عسيرا علي كثير من المسلمين كما ساعدت علي احداث اختلاف بين المفتتين انفسهم بين مدافع ومعارض.
والضحية هو المواطن الذى اصبح امام عدة فتواى متضاربة في نفس ذات القضية ولايدرى من يصدق ومن يتبع ,تلك القناة ام ذلك البرنامج الشهير

وقد اثارتني عدة فتاوى غريبة ومخجلة في الفترة الماضية فتاوى لم اعد اعرف الغرض من اصدارها او ما الذى يدفع المفتيين اي كانت هويتهم او درجاتهم العلمية لاخراجها وفتاوى فهمت وللاسف انها لاغراض سياسية بحتة وان افتاءها لم يكن علي اصل ديني من الاساس

اولى تلك الفتاوى هى الفتوى التي تدَعى ان زواج الممثلين في الافلام زواج مكتمل الاركان و يترتب عليه كل حقوق وواجبات الزواج ومن ثم تسائلت عديد المجلات السينمائية عن عدد زوجات ذلك الممثل وتلك الممثلة الراحلة وعن عدد ازواج ممثلين عدة في استهزاء واضح وصريح بالفتوى التى بنيت علي اساس ان مشاهد الزواج بالافلا م تتم بموافقة العروسة واهلها اي الولى وكذلك تتوافر فيه الاشهار ( اشهار واسع الانتشار )
فتوة اساءت اكثر مما انارت .

فتاوى من عينات ارضاع الكبير وهى فتوة اساءت للاسلام كثيرا دون ان يدرى الذى اطلفها وهوموظف مغمور في وزارة الاوقاف انه يثير مشاكل جمة في اماكن تواجد الموظفين بلا اي سبب واضح يدعوه لتقليب اوراق التاريخ القديمة جدا ليخرج لنا بفتوة بنيت علي حديث ضعيف وفي غير موضعها ولم تضف الا اساءة لمصطلح الافتاء

فتاوى اصبح اصدارها مصدر للرزق واستجداء لشهرة زائفة علي شاشات التلفزيون فانت اينما كنت مطارد بفتاوى لا تعرف مصدرها تحرم وتجرم وتبيح دون ان تعلم علي اساس بنيت كل تلك الكلمات التي تحتويها . فالقنوات والبرامج الدينية تتسابق على جلب اشخاص غير مؤهلين للافتاء بالمرة ويطلب منهم علي الهواء مباشرة ان يفتون في ادق واخطر المسائل الشخصية للمسلمين ومن المضحك انك قد تسمع فتاوى متضاربة علي نفس القناة

من الوارد جداااا ان تتعارض فتوتين او ثلاث في موضوع واحد ولكن ليس جائزا ان يكون ذلك هو السائد في كل امورنا

واذا انتقلنا الي الفتاوى السياسية فالذاكرة القريبة لازالت تحمل رائحة كرية لفتوى جلد الصحفيين وهى الفتوى التي طالب فيها شيخ الازهر بجلد اي صحفى 80 جلدة في حال نشر اي اخبار باطلة عن صحة او ثروة او ماشابه وافتى شيخ الازهر في خضم فتواه بتحريم شراء تلك الصحف التي تنشر تلك الاخبار وهو ما اثار الصحفيين ضده فقال عنه الكاتب الكبير فهمي هويدى انه " ارتدى قبعة الامن وخلع ثياب المشيخة "
والغريب ان الفتوى ظهرت في فترة تناثرت فيها اشاعات عن صحة الرئيس مبارك مما ساعد في الربط بين الامرين ويبدوا جليا ان طنطاوي تدخل في السياسة بطريقة أساءت إلى دور الأزهر ومكانته كؤسسة دينية يكن لها الجميع الاحترام.

وهو ما يجعلنى اتسائل ايجوز جلد الراى واذا جلدنا اراء عقولنا
فماذا نحن فاعلون باجسادنا؟؟؟؟

ومع استمرار تساقط شباب مصر علي شواطئ اوربا لم يجد مفتى الديار المصرية الا ان يفتى
- " ومن قال لا اعلم فقد افتى " - بان اولئك الشباب ليسوا بشهداء بل بطماعين معللا في لقاء طلابى مع شباب جامعة القاهرة انهم لم يموتوا في سبيل الله كما انهم ماتوا اغنياء حيث دفع كل منهم مبلغ كبير من اجل السفر كان من الممكن استغلاله في بلده

وهو ما اثار الراىالعام بقوة ضده وخاصة اسر الضحايا الذين ضاعت احلامهم مع ابنائهم

فحتي يا سيدى المفتى ان كنت علي صواب فماهو جدوى تلك الفتوى العجيبة في توقيت تبكى مصر شباب في عمر الزهور يسقط هربا احوالنا المعيشية الصعبة ومالك تحرم الجنة علي شباب راحت ارواحهم و اموالهم سيا وراء سد افواه جائعة واليس عبور المتوسط سعيا للرزق افضل من البقاء على شاطئه و ممارسة السرقة مثلا ؟؟؟ مجرد سؤال!!!


اتمني ان نضع معايير للفتاوى وان نقصرها علي القادرين عليها وان يتمكن دار الافتاء المصرية من اصدار فتاوى موحدة في كثير من الشئون المعارصة في حياتنا اليومية حتي نرتاح من المسترزقين من الفتاوى وكفانا اساءة لديننا الحنيف








No comments: