09 June 2007

انتخابات الشورى و واقع أغرب من الخيال


بعد غد تبدأ انتخابات مجلس الشورى , ومما لا شك فيه أن انتخابات مجلس الشورى تقل كثيراً من حيث الأهمية عن انتخابات مجلس الشعب , إلا إنها تمثل أهمية كبيرة جداً لرجال الحزب الوطنى لفرض السيطرة على مقاعد مجلس الشورى البالغ عددها 285 مقعداً يختار ثلثها رئيس الجمهورية طبقاً لحقه الدستورى , وكذلك تمثل أهمية للراغبين والطامعين للحصانة البرلمانية التى يتمتع بها أعضاء مجلس الشورى مثل أعضاء مجلس الشعب لذلك نجد أن من يخسر فى انتخابات مجلس الشعب فعليه بالانتقال إلى انتخابات مجلس الشورى ولا بأس " فدى تعوض دى " لأن الهدف واحد وهو الحصانة البرلمانية ... ولا عزاء للمجالس النيابية المصرية .0

و قد وصلنى منذ أيام مقال جميل جداً من صديق عزيز جداً لى يتناول موضوع انتخابات مجلس الشورى القادمة و سوف اترككم لقراءة هذه المقالة اللى عنوانها "
انتخابات مجلس الشورى و واقع أغرب من الخيال " 0

انتخابات مجلس الشورى وواقع أغرب من الخيال

كان للتعديلات الدستورية الأخيرة أثراً كبيراً على دور مجلس الشورى، فأصبح مجلساً تشريعياً يمثل جزء من البرلمان بعد أن كان مجلساً استشارياً، كما أصبح رئيس الجمهورية ملزماً بالرجوع إليه عند استخدامه لسلطاته الاستثنائية، ثم نجد أن مجلس الشورى أصبح له دوراً في ترشيح المستقلين على سباق الانتخابات الرئاسية. كل ذلك جعلنا نظن أن انتخابات الشورى الصيف القادم ستكون الأكثر سخونة منذ إنشاء المجلس، و لكن فوجئت بالعكس، فالإخوان المسلمين أعلنوا ترشيحهم 20 مرشح على الأكثر في إشارة واضحة لعدم طموحهم في منصب رئيس الجمهورية حيث يتطلب الترشيح لذلك تزكية 25 نائب بمجلس الشورى، و أعلن الوفد و الناصري المقاطعة – ولا أدرى ماذا سيكون موقفهم عند تعيين ممثلين لهم، هل سيقاطعوا التعيين أيضاً؟ - و أعلن التجمع ترشيحه لثلاثة من أعضائه، في حين أعلنت خمسة أحزاب نكرة ترشيحهم لثلاثة عشر من أعضائهم منعم ثمانية من حزب واحد و هو الحزب الجمهوري! 0

نترك أحزاب المعارضة و ننتقل للحزب الوطني الذى كان في مأزق شديد ألا و هو من نختار؟! و سنرى مرة أخرى انتخابات جديدة للوطني ضد الوطني، و سنرى عضو وطني يخسر ليصعد مكانه عضو وطني يربح! بل أننا قد نفقد متعة مشاهدة ذلك المشهد بعد أن ذهبت مقاعد محافظتى بورسعيد و مرسى مطروح بالكامل إلى أصحابها بالتزكية، و تنافسهما محافظتى الاسكندرية و الفيوم حيث حققا إنجازاً خطيراً بوجود مقعد كامل ستجرى عليه انتخابات دون تزكية! و قد صدق الدكتور وحيد عبد المجيد حينما تساءل هل هى انتخابات؟! و هو يدل على مدى انعدام الوعى الثقافي و السياسي لدى الشعب المصري ناخبين و مرشحين! و أصبحت السخونة داخل الحزب الوطني لا داخل الانتخابات! 0

كل هذا يدعونا لتخيل شكل المجلس القادم، فمن خلال الثلثين القادمين بالانتخاب سيكتسح الوطني سواء بقائمته أو بخارج قائمته، و لن يفوز إلا عدد قليل من المعارضة لن يتخطى الخمسة و عشرين عضواً، و معروف ما هو الوضع بالنسبة للثلث المعين، إذن فسيصبح لدينا مجلساً أغلبيته الكاسحة وطني! 0

ما هو الحل؟ المقاطعة إلا في حالة وجود مرشح من المعارضة في الدائرة، ولا توجد معارضة في الانتخابات القادمة سوى الإخوان المسلمين! نريد أن نهبط بنسبة المشاركة إلى أقل نسبة ممكنة، أربعة أو ثلاثة أو أثنين في المائة، إلا في دوائر المعرضين فترتفع تلك النسبة إلى ثلاثون في المائة على الأقل، مما سيعد رسالة واضحة للجميع عن حالة السخط العام على الحكومة، و الرغبة في أى بديل. فليس من الممكن مواجهة الواقع الغريب إلا بأمر - آمل أن يصبح واقعاً- أغرب!0

No comments: