02 May 2007

لماذا جامعة الدول العربية؟؟؟؟

ليل دامس و سيل منهمر جعل الارض مستنقع كبير,,هكذا كانت الاجواء عندما صادفت ذلك الرجل العجوز في احدي ليالي مارس الممطرة..رجل تعدي الستين بقليل يبدو علي وجهه اثر جروح غائرة يمسك في يده عصاة ليبعد بها كلاب الليل وقد تكالبت عليه لتنهش منه ما تستطيع ..ها قد سقطت العصاة, اسمعه يرفع صوته لينادي ابنائه الاثنين و العشرين المصطفين فرادي علي جانبي الطريق ....ولكن لا حياة لمن تنادي ,فقد نهشته الكلاب علي مرأي ومسمع ابنائه
اما الرجل فهو الامة العربية وحالها ليل دامس, مصائبها سيل ينهمر, دماء ابنائها كمستنقع الماء يزيد كل يوم اتساعا...عصاته القومية العربية وقد سقطت امام المصالح الشخصية , ابنائه الدول العربية التي لا تحرك ساكنا امام السيل المنهمر, اما الكلاب فهي بالطبع كل اولئك المتربصون بامتنا حتي تسقط ليقتطعوا منها كما تقتطع الشاه زهاء ذبحها.

وضع مشين ذلك الذي وصلنا اليه , دموعي تنهمر علي امة فقدت حيائها وهي تري اختها تغتصب في مارس 2003 دون ان تحرك ساكتا , ثم يشاهدوا الان اختهم الاخري وقد تربصوا بها لتقع فريسة لذئاب الليل في عز النهار

سؤالي الان لماذا اذا نتمسك بجامعة الدول العربية؟؟؟ اغريب السؤال؟؟؟؟
اكرره ثانيا لماذا اذا نتمسك بجامعة الدول العربية وقد اضعنا قوميتنا؟؟

اعود بالزمان الي عام 1945 حين وقع ملوك وامراء 7 دول عربية (مستقلة) ميثاق منظمة اقليمية جديدة ليظهر الي الوجود جامعة الدول العربية..
و يأتي العام 48 ليشهد اول ازمة تواجها الجامعة , حـــــــــرب فـــــلــــســـــطــيــن
وتفشل الجامعة في الحفاظ علي فلسطين , واحقاقا للحق و إ نصافا لتاريخ نبكي عليه فقد تحالفت ظروف اكبر من حجم الجامعة لتضيع فلسطين ..... وتبقي النكبة
ثم النكسة ففضيحة حرب لبنان الاهلية التي فشلت الجامعة في احتوائها....وناتي الي حرب الخليج الثانية حيث ازداد الوضع تعقيدا مع الفشل في كبح جماح طموح صدام حسين ليصحو العالم العربي علي اجتياح عراقي للكويت تبعه قدوم القوات الامريكية للمنطقة وتدمير كامل للعراق علي مدار عقد ....وعلي مدار نفس العقد فشلت الجامعة في ممارسة دورها تماما في لم الشمل العربي
ويتواصل مسلسل السقوط بالفشل في وقف الحملة الامريكية لغزو العراق لتسقط بغداد في ابريل 2003
ثم كانت الحرب السادسة ..حينها وصل العجز الي اقصاه وفشل العرب حتي في عقد مؤتمر عربي علي مستوي القمة وشاهدوا - كغيرهم من ابناء الأمم الآخري – مدن لبنان وهي تدك وتقصف و تختلط رمالها بدماء ابنائها
وها هو السيل يشتد علي دمشق , ولا ندري علي من يسقط السيل بعدها ........!!!1

وتبقي اسئلة تحتاج منكم يا عرب الي اجوبة .............!!!1
لماذا التمسك بهذا الكيان ,ماذا اضاف للعرب , وماذا يقدرون له ان يضيف ؟؟؟؟ وما الذي يمكننا ان نفعله لنعيد اليها شبابها وننقذها من بين انياب الذئاب...فبين ازمات سياسية و مالية وازمات اخري ادارية يحاول البعض اختلاقها ....اصبحت الغيوم تحيط بمستقبل الجامعة وجدواها ...وتسائل البعض أذ اكان الشجب والادانة والاستنكار هو اقصي قراراتها فلماذا لا نحيل ذلك الكيان الي التقاعد ونبني مؤسسة اخري علي ضوء التحالفات الجديدة في المنطقة وميزان القوي الجديد بها ليست دعوة للتشاؤم .......ولكنها دعوة للمصارحة قبل ان يقتلنا الواقع المرير ,فنحن نملك كل معايير القوة ولكن لا نتحكم بها
يستحضرني كلمة للكاتب الكبير حسنين هيكل حين سئلوه عن جدوي بقاء الجامعة فقال "ان الجامعة انشئت في حالة حلم فلا تجعلوا حالة اليئس تهدمها"
قد تكون حالة اليئس الشديدة تلك هي التي دفعتنا لنفكر في ذلك ,ولكن يبقي سؤال هل لو علم قادة 1945 ما وصلنا اليه الان ,كانوا قد اسسوا الجامعة؟؟؟؟؟؟
ولكم الجواب.
بقلم هيثم التابعي

2 comments:

Hend.feps said...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

mai said...

اعرف تماما الاحساس الذى دفعك لتتسأل مثل هذا السؤال لانه يراودنا جميعا ونحن نبكى ماضى غائب وحاضر مستنفذ ومستقبل غامض وامة تغتال . لكنى سأجيب وعلا ايجابتى تكون مفعمة بالحلم لكنى هكذا دائما ارفض ان اتوقف عن الحلم علنا نجد فى نهايته حقيقة سأجيب لاقول انها لابد ان تبقى لالنها الكيان الوحيد الباقى الذى يذكرنا بهويتنا .... حتى وان كان كيان هزلى ... حتى وان كان يذكرنا بهوية مشوشة لكن عل هذا الكيان هو الذى يعيدنا الى الواقع من جديد..علنا نفيق فجأة فنسخر ذلك الكيان لنفس الهدف الذى كانوا عام 1945 يرنون اليه خصوصا وان العيب ليس فى هذا الكيان ...بل بداخلنا نحن ...نعم نحن