توك توك يا باشا

"توك توك يا باشا " قالها لى سائق احدى عربات التوك توك دعوة للركوب معه فى هذه الوسيلة البسيطة للانتقال لأى مكان أريده – بس يكون قريب طبعاً- لكنى رفضت لأنى حتى الأن لم اعترف به

'الميني تاكسي' أو 'التوك توك' تجربة معروفة في العالم كله، موطنه الاصلي في الهند، ومنها انتقل الي كثير من عواصم العالم، وفي مصر كانت محافظات الدلتا هي أول من استقبله في الدقهلية والغربية والشرقية والبحيرة، واستطاع 'التوك توك' أن يقضي علي امبراطورية الحنطور وأن يحوله الي مجرد وسيلة مواصلات سياحية وحان الوقت لان يظهر التوك توك في شوارع القاهرة ليس علي سبيل السياحة أو التسلية، وانما كحل فعال لأزمة المواصلات خاصة في الاحياء الشعبية وبعد اشتعال أجرة التاكسي الذي يستغل سائقوه الظروف المعيشية والاسعار المرتفعة ليضاعفوا من قيمة الاجرة، حتي سيارات الميكروباص رفعت من أجرتها.

نشرت الصحف منذ زمن يصل لحوالى عامين تقريباً أن هناك تفكيرا لمنح تراخيص سير في شوارع القاهرة لعربات 'التوك توك' في محاولة للتغلب علي أزمة المرور التي استفحلت في السنوات الاخيرة، وفشلت معها مختلف الحلول.. فهل يكون 'التوك توك' هو الحل السحري لهذه الازمة.. وهل يأتي اليوم الذي نري فيه شوارع القاهرة تسير بانسيابية واضحة، صحيح أن تجربة 'التوك توك' مستخدمة في شوارع بعض المحافظات ولها العديد من الايجابيات، ولها سلبيات أيضا.
فالايجابيات قد تتمثل فى زيادة فرص العمل و القضاء على البطالة ومحاولة حل المشاكل المروريةالتى تعتبر أم المشاكل الأزلية فى مصر , وأيضاً صغر حجم التوك توك عن غيره من وسائل المواصلات

لكن من سلبيات التوك توك انه يثير أعصاب معظم السائقين الأخرين لفئات المركبات المختلفة و أيضاً المواطنين الذين يصبون جام غضبهم عليه، باعتبار أن معظم سائقيه قليلو الخبرة، صغار السن، ومتهورون في تحركاتهم، بما يعطل حركة السير في الشارع. فضلاً عما يقال عن كثرة حوادثه، ولا يستطيع من يُصاب بسببه الحصول على أي تعويض. فلا يمكنك إثبات أن هذا التوك توك، وجميعها بلا أرقام مرورية، هو الذي أصابك. إضافة للمشكلة المرورية التي أتي بها التوك توك هناك مشكلة بيئية بسبب العوادم المنبعثة عنه – ليس منه فقط بل من وسائل النقل المختلفة خاصة الميكروباصات و الأوتوبيسات بس كان المفروض ان الكبار يكونوا قدوة للصغار برضه فى وسائل النقل – لكن لا أحد يهتم بالبيئة .

السؤال الان لماذا لم يفكر المجلس الموقر بايجاد حل لهذه المشكلة , على فكرة تمت مناقشة موضوع التوك توك كذا مرة فى مجلس الشعب لكن لا يهتم أحد ويتم غلق الموضوع على الرغم من أهميته نظراً لمشاكله التى تم ذكرها و أيضاً لأنه يجب أيضاً تعديل قانون المرور لكى يتم اعطاء التراخيص له كمحاولة لجعل وجوده شرعياً.

وسأختم كلامى بهذه النكتة : "" ذهب صاحب "توك توك" يبحث عنه بعد أن فقده .. فوجده على ناصية الشارع "يرضع" من سيارة نقل """
كل ما افتكر النكتة دى أضحك و أقول فعلاً الشعب المصرى طول عمره فكاهى , فهو يطلق النكات على اى حال سواء كان يعجبه أم لا .
فهل يستطيع التوك توك أن يصمد.. وهل يكون العصا السحرية التي تحل مشكلة المرور و البطالة و غيرها من المشاكل ؟