01 July 2008

اشارة مرور ثمن الجولان الغالي

يصعب ادارك كيف يفكر الاسرائيليون في مستقبل المنطقة وكيفما يرسمون خريطتها وتحالفتها .... فاسرائيل الان تسعي للوصول لاتفاق بشأن الجولان... وعقدت جلسات مفاوضات متعددة برعاية تركية بين الطرفين..... و تثار اقاويل حول اخرى في باريس برعاية فرنسية... والسؤال لماذا الآن ، الجولان اسير منذ 40 عاما ، فلماذا الان؟؟؟

للجولان اهمية استراتيجية كبيرة في اسرائيل ، فهي تتحكم في امن شمال اسرائيل بشكل كبير جدا والسيطرة عليها تكفل تامين شمال اسرائيل ....فلماذا تتخلي عنها اسرائلي بكل تلك السهولة الان وبالتفاوض ودون وجود اي خسارة عسكرية او سياسية تسببها مقاومة مسلحة في الجولان ، فالحال في الجولان لا يشابه جنوب لبنان حين لافعت مقاومة حزب الله التكلفة العسكرية والسياسية للوجود الاسرائيلي الي اقصي الحدود فدفعتها للانسحاب كالفئران الجبانة ليلة 25 مايو 2000 تاركو وراءها اسلحة وعتاد بالمجان ضريبة ىالخوف من نيران جنود حزب الله البواسل.

الجولان ليست كذلك ، فلا وجود لمقاومة مسلحة ولا حتي دمشق تسعي بقوة لتحريرها لانها تضع حسابات القوة العسركية بينها وبين تل ابيب في الحسبان بكل تاكيد ، فلم تضع نصب عينها تحريرها . مكتفية بمواجهة اسرائيل عبر لاعبين اخرين وفي ملفات اخرى متعددة لعل ابرزها حزب الله.

اذن ما االذى يدفع تل ابيب للتخلي عن ذلك، اري ان مستجدات الوضع الاقليمي في الشرق الاوسط دفعت تل ابيب لذلك، فمع تزايد الدور الاقليمي لطهران وبروز قضية امتلاكها لمشروع نووي طموح اضافة لتحالفها القوي مع دمشق. كل تلك الملفات جعلت صانعي القرار في تل ابيب يعيد حسباته، فصورايخ شهاب الايرانية موجهة بكل تاكيد صوب ديمونة اولا وتل ابيب ومدن اسرائيل ثانيا بالاضافة الي وجود نقاط قوة ايرانية في المنطقة لعل ابرزها تحالفها مع دمشق.

فالتحالف الايراني السورى متين وقديم منذ عام 1980 حين وقفت دمشق بجوار طهران عشية حربها الضروس مع بغداد ، وامدتها بالسلاح والمساعدات اللوجيستية عبر حرب امتدت لثماني سنوات .

الحل اذن هو فض ذلك التحالف ولو عبر ارغام دمشق للجلوس علي طاولة المفاوضات مع اسرائيليلن - ينبغي هنا تذكر ان التوتر ساد علاقة طهران ودمشق حين وافقت دمشق علي حور انابوليس - ولو نجحت المفاوضات فالجولان ليست بثمن هين ، شروط اسرائلية تعجيزية اولها : ان التحالف السوري الايراني لم يحرر لدمشق ارضها بل فقط ادخل طهران لقلب العالم العري، مما يترتب عليه ضرورة مراجعة دمشق لذلك التحالف ان ارادت الجولان ، فطهران دولة تسعي لسلاح نووي ومدرجة كدولة راعية للارهاب،

علي دمشق ان تقطع علاقة التحالف مع طهران ان ارادت ارضها وعليها ان تقف في معسكر الحمائم العربي معسكر المعتدلين . وان تتوقف عن مساندة حزب الله وعن ايواء حماس والجهاد وكل قادة حركات المقاومة الفلسطينية .

علي دمشق ايضا ان تنزع الجولان من السلاح لابراز حسن النوايا وحبها للسلم

اسرائيل تضع نصب عينهيا ضرب مفاعلات ايران النووية وبالتالي التمهيد لذلك ياتي بضمان سوريا اولا ، كتامين لظهرها ولعمقها ولضمان ان سوريا ووفقا لتحالفها مع طهران لن تتحرك .

ثمن الجولان بكل بساطة هو ان تدخل دمشق حظيرة المعتدلين او بمعني ادق المنبطحين ارضا .. ولكنها الارض ، فعلها السادات يوما ولم يعبأ بالعرب وابرم السلام مع تل ابيب لاستعادة الارض , خيارا صعب يا دمشق وعليكي الاختيار .... كلاهما رهن اختيارك يا بشار الجولان ( الارض والانبطاح ارضا ) او الصمود علي موقفك ( وخسارة حكومات العرب وان كنت تكسب حب العرب انفسهم )

اختيار صعب ، ولكن الادهي ان في كلتا الحالتين تكسب اسرائيل وتفوز وتنتصر ، فلو اختارت سوريا السلام، لفضت تل ابيب احدي اعصي التحالفات في المنطقة وما تبعه من تحالف مع حزب الله الي ما ذلك وان رفضت السلام ، فليشهد العالم اذن ان العرب لا يريدون السلام ... وانهم لا يريدون الا استمرار الحرب والعداء ....
موقف عسير يا دمشق .... ولكن ماذا تختار ........؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

1 comment:

Anonymous said...

سوري لا يقول لك سوى أنا كلامك صحيح 100%..

,اتنمى أن لا يكون سلام
مو مشكلة الجلوس والتحاور.. بس لا للسلام لا وآلف لا..

تحياتي