28 July 2008

براءة المتهمين و اتهام الضحايا

اشارتي اليوم حمراء يشوبها سواد حدادا مرتين ، مرة علي ضحايا العبارة ومرة اخرى علي الحكم الذي صدر في الحادثة...لا اجد اللون الاسود في اشارتي للاسف واعتذر لالوان الاشارة انني استخدم اللون الاسود ولو علي استحياء.....
اعترض وبشدة علي حكم جائر في فاجعة مست الجميع ، ولكنها يبدو لم تكن كافية لتحرك اكباد اشد غلاظة من الحجر
ففي ليلة الثاني من فبراير 2006
في عرض البحر الاحمر...
ليل دامس و برد قارس و المئات يتمايلون مع تمايل العبارة السلام في عرض البحر الاحمر وسط كل ذلك دار ذلك الحوار :
الابن ( 7سنوات ) : بابا ، احنا هنموت؟؟؟
الاب: فينك امك يا محمد؟الابن : احنا هنروح الجنة؟ لجدو؟
الاب: محمد ، اختك فين يا حبيبي؟بعدها وجد الجميع انفسهم بلا اي قوارب نجاة في عرض البحر ومن بعيد حامت اسماك القرش تبحث عن وجبة ساخنة تقدمها الحكومة المصرية
الابن: بابا هنعمل اية ، الماية سقعة اوووىالاب ( محاولا ان يتماسك نفسه باي طريقه امام ابنه بعد ان امسكه احد الاخشاب الطافية) استحمل يا مودي علشان خاطر بابا ...متسيبش حقك يا محمد ....واعطاه قبله الوداع .. متسيبش حقك يا محمد ( كانت تلك اخر كلمات الاب المكلوم)
وراحت اسرة مصرية ضحية الاهمال وبقى الابن في صراع نفسي مرير مثله مثل عشرات الناجيين الذين كانوا في طريق عودتهم لبر مصر بعد سنين او شهور او اسابيع غير مدركين ان بلادهم لم تعد حنينة عليهم زي زمان
ظل الطفل الصغير يسمع نداءات استغاثة من العشرات ، يسمع ولا يري فاى قدرة تلك علي الابصار في عرض البحر الاحمر المعروف عنه القسوة اصلا.ذلك طفل يغرق وتلك ام تبكي وتتالم فقدانها لابنائها ومن بعيد رجل يبحث عن ابنائه و فتاة من قريب منه تصارعه الخشبة
متسيبش حقك يا محمد، ظلت تتردد في اذنه حتي ذلك اليوم الذى اصبح يوما اخر مشؤما ( 27 / 7 /2008 )وفي اثناء ذلك كانت مصر تحتفل بهدف العميد حسام حسن ورفاقه في مرمى الكونغو ، مصر تتاهل لملاقاة السنغال..... مبروك لمصر .... وفي مطار القاهرة، وبعد ذلك بيومين ، كانت الامور تسير علي اكثر مما يرام ، فصاحب العبار العضو المحترم لمجلس الشورى قد فر هاربا بتسهيلات لا حدود لها وبتامين سري كبير بعد التاخر في رفع الحصانة عنه ثم رفعها بعد هروبه مباشرة...
.وعلي بعد امتار من الشاطئ وقف الاهالي يبحثون عن ذوييهم، وامتلات الكشوف باسماء الضحايا وراح الكل يبكي علي الاباء والابناء .ولم يستقيل وزير النقل والمواصلات المصري كالعادة..... طيب وهو ماله بجد.... يعني هو اللي كان سايق العبارة..... رحم الله عمر خاف ان يحاسبه ربه علي دابة تعثرت في العراق لانه لم يعبد لها الطريق..... اوعي تستقيل يا عم
الا ان الجميع كان ينتظر ان تتم محاكمة المسؤلين عن الخطأ الجسيم ، وكعادة مصر المحروسة تشكلت اللجان التي انبثق عنها لجان فرعية فلجان اصغر واخذ الامر سنتين لعل احد ينسي ولعل بطولة اخرى تنسي المصريين ضحاياهم.... وارتفع سعر المصري الغلبان - السعر الرسمي لا يتعدي 5 الاف جنية للضحية مهما تعالت درجاته الاكاديمية - ووصل سعر التنازل عن القضية من ضحايا العبارة الي 400 الف جنية، واستفادت الحكومة جيدا ، لاء جيد جداا من الفاجعة حيث استقبلت ملايين الجنيهات من التبرعات ومن مختلف العملات، جزء منها تحول لاولئك الضحايا وبالطبع الجزء الاخر ذهب الي اماكن واغراض تعرفونها انتم اكثر مني...
الكل كان ينتظر ان يقتص القضاة من ممدوح اسماعيل وشركاه يوما ولو غيابيا فالدولة تقاعست ايضا عن جلبه عن طريق الانتربول ..وللامانه فالخبثاء نصحوا ممدح ان يهرب الي بلد لا توقع معها مصر المحروسة اتفاقا لتبادل المتهمين والمجرمين.الا ان ذلك الحكم لم يصدر ،، وجائز ان القاضي كان متاثرا بحرارة يوليو او منتظرا متلهفا لمبارة السوبر فقرر اختصار الوقت ، حيث ان البراءة اسهل واهو بردو يروح لولادة بدرى ... ومن الطبع من الصعب اتهام الحيوان والجماد بتلك الحادثة ولكن من الضرورى اتهام احد فليكن قبطان تلك السفينة التي وصلها استغاثة ولم ترد حالا ...فليكن هو.... تخيلوا قبطان " العبارة السلام " الذى تدور اقاويل انه هرب، براءة " عيني عينك كدة " ويتم اتهام اخر بتهمة التقاعس ... ولكم التعليق!!!!
كان الحكم فاجعا ومهينا قدر الحادث تماما، الضحايا يتالمون الان من وهل الحكم الفاجع ، لا احد يرتاح في بر مصر من فساد وصل لاقصاه وظلم زاد مداه. رايتهم بالامس يشقون الملابس علي اهاليهم الذين راحوا بلاي اي ثمن .... اسر تحطمت وابناء يتموا واباء فقدوا ابنائهم بلا اي ثمن .... لا جاني .... 1536 مصري بلاي اي ثمن ببلاش يعنيمصر السنهورى و ابراهيم درويش واعلام القضاء.... اصبحت الاحكام فيها .... ولا بلاشو لا ادرى لماذا الان والان فقط اتذكر تلك الليلة التي شاهدت فيها احتفال برنامج البيت بيتك بخروج المتهم " سابقا " هاني سرور من قضية اكياس الدم " زي الشعرة من العجين " يومها شعرت بمرارة في حلقى بصورة غريبة ، ببساطة لان احدي صديقاتي كانت علي وشك الموت اثر واقعة اكياس الدم المميتة اياها....
ولكن ما احمد الرب عليه حقا ان القاضي لم يتهم الضحايا ولم ينزل باهلهم اشد وافتك العقوبات في القانون المصري ، هم حقا المجرمين ، هم من اوعظهم وليت الشيطان يعظ، فربما يكون اشد رحمة من اناس تتاجر بالبشر واخرون يتاجرون بدمائهم واخرون يتلاعبون بمشاعرهم ومشاعر اهلهمالعبارة لم تكن ولن تكون الاخيرة علي الاطلاق ، وفي احكام اخرى سيصدر الحكم باتهام الضحايا حتما لانهم الوحيدون الذين لا يستطيعون فعل اي شئ سوى البكاء وربما الرثاء ورما قريبا العواء .... فالله باهالي الضحايا رحيممشاعري مضطربة و قيم الحق والعدالة تتأرجح امام عيني كما تفعل المرجيحة باي طفل صغير ......
الحق يتهاوى ، والضمير يسقط والعدل يختفي وراء رائحة الظلم الخبيثة.ليت من اصدر الحكم سمع صوت الاب محدثا ابنه البرئي " متسيبش حقك يا محمد " ولكن في من تنادي لقد كان لحظتها مثله مثل ملايين المصريين اما نائمون في الدفء خوفا من برودة فبراير او مهتمين بصولات منخبنا الذي لا يهرليته سمع بكاء اب علي اسرة كاملة راحت ، ذهب لسفاجا منتظرا ابناءه فعادوا اليه اضلاءا ....اصلك ان تتنحي عن منصة القضاة .... اسالكم الرحيل ....
يقول الله عز وجل في كتابه العظيم " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون " صدق الله العظيم ... صورة الروم الاية 41 البر فسد ففسد البحر .... فساد البر سبق فساد فطفح فظلم فقتل فبكي شعب مصر فاجعتين حادثة و حكما
ملحوظة : لم اكن ارتب نفسي ان اكتب حيث كانت الدهشو والذهول مسيطرة عليا تماما الا حين طالبتني وشجعتني صديقتي العزيزة هبة الحصري علي ذلك .... ادين لكي بالشكر يا هبة

1 comment:

د/اجدع بنوته said...

حسبنا الله ونعم الوكيل

هو المنتقم الجبار