ماما امريكا

الزمان : 23 /7/2007
المكان : احدى مقاهي نيويورك

الحدث : فلنستمع لسطور الحكاية

لقطة 1
باب مقهى يغلق بقوة وزجاج الباب يتناثر بعض ان سقطت واجهة الباب ارضا شاب افريقى في منتصف العشرينات من عمره يخرج مسرعا ممسكا بفتاة افريقية ايضا .

لقطة 2
الثنائى الافريقى يمشيان مسرعان .....
شاب ابيض يتبعهما دون ان يدريان

لقطة 3
الشرطة تحاول ابعاد تجمهر لشباب افريقى حول جثة شاب افريقى وسط نحيب عدة فتيات وامهات افريقيات . الافارقة يجتمعون مهددين بالانتقام .

لقطة 4
شاب ابيض بروتستانتى رهن الاعتقال يأكد انه قتل اسود كاثوليكى قذر !!!!!!

لقطة 5
الشرطة تتعامل بعنف مع مظاهارات قام بها الشباب الافريقى احتجاجا علي مقتل زميلهم ...والاعلام الامريكى يؤكد ان لا تمييز ضذ الافارقة. واعتراف المتهم يثير احتقان بين الكاثوليك والبروتستانت في الولايات المتحدة .

لقطة 6
الاتحاد الافريقي يجتمع لبحث سبل حل الموقف المتأزم في الولايات المتحدة ويحذر الولايات المتحدة من اتخاذ اي اجرائات ضد الاقلية الافريقية . ومجلس الامن والسلم العربى قد يكرر فرض عقوبات اقتصادية علي الولايات المتحدة جراء ما يقال عن انتهاكات يتعرض لها العرب في الولايات المتحدة .
لقطة 7
الالاف يتظاهرون في لويزيانا ضد ما سموه التجاهل والتهميش المنظم ضد الافارقة الالاف يرفعون صور لذويهم الذين فقدوا ارواحهم جراء اعصار كاترينا اغسطس 2005

لقطة 8

احتكاكات بين شباب بروتستانت متعصبين و اخرين كاثوليك تسفر عن مقتل العديد من الشباب الكاثوليكى وسط تدهور الوضع الامنى بشكل ملحوظ في العديد من الولايات . وجورج بوش يتحدث عن مؤامرة من القاعدة لاختراق الصف الامريكي.

لقطة 9
الرئيس الامريكي " حفظه الله " ياكد ان امريكا لن تتوانى عن فرض عقوبات علي السودان بشأن دارفور حتي يتم قبول قوات دولية. وياكد ان الوضع في لبنان لا يروق له علي الاطلاق!!!!!



قد تكون كلها افتراضات لا وجود لها علي ارض الواقع ....ولكن معظمها يحدث بشكل مبسط ودوري في العديد من الولايات الامريكية ....انتهاكات بحق الافارقة وبحق العرب وبحق كل الاقليات العرقية بصورة تنفي صورة المجتمع الامريكي المتجانس المتحاب.

ورغم كل تلك الانتهاكات فان الولايات المتحدة تعتبرها مجرد قضايا داخلية خاصة بها وكان قضايانا هي قضايا خاصة بهم لهم الحق في التدخل فيها دون حتي ان يكون حق الاعتراض مكفول لنا!!!!!ّ

الولايات المتحدة بها من الاعراق ما لا يعد ولا يحصي ولكنهم لا يسمحون لاحد ان يصف نفسه بغير الامريكية ...كل فرد هو امريكي لا هو اوربي ابيض كاثوليكي ولا ذلك لاتيني اسمر بروتستانتي...ولا ذلك البعيد افريقي زنجي مسلم !!!! امريكيون
ويكنهم يتفننون في اثارة نعراتنا الطائفية فنحن نقسم حسب المذاهب والاعراق والاديان وكل ما يشائون فذلك لبناني مسلم سني وتلك عراقية مسيحية ارثذوكسية واخر سعودي مسلم شيعي والي اخر الرواية ......

وبالطبع حتي لو حدث كل تلك الفقرات الافتراضية فلن نري يوما ما الفقرة رقم 6 فمهما انتهكت حقوق العرب والمسلمين بامريكا فلن تفعل حكومانهم شيئا ابدااا
ببساطة لانها انفسها لا تحرك ساكتا عندما تنتهكم اسرائيل وامريكا في فلسطين والعراق علي التوالي او حتي علي التوازي فلم يعد لتوالي الاحداث ترتيب مقنع !!ّ

بقلم : هيثم التابعى مصري