22 February 2007

ال أ ق ص ى و الهيكل

ال أ ق ص ى و الهيكل
صفوف متساوية من المصلين الخاشعين حق الخشوع ,و صلاة هي الاولي و الاخيرة بين المصلين ذاتهم , وقلوب لم تعرف الا الرحمة واجساد لم تنحن الا لباريها . نور مهيب يحيط بالمكان , وتكبيرات ملائكية تقطع سكون اليل لتعطي المكان حدث لن يتكرر...وإمام لم يخلق الله مثله ......

انه رسول الله محمد ( صلي الله عليه وسلم ) يصلي بانبياء الله قبيل معراجه الي السماء في ليلة السابع والعشرين من رجب .....المسجد الأقصي يشهد اول تجمع لكل رسل الله وانبيائه ...
الخير كل الخير يجتمع في مكان واحد وفي زمن واحد .....
خليل الله إبراهيم ( عليه السلام) ينفرد بخاتم المرسلين ويوصيه ...كلامات قليلة تبادلها الخليل وابا القاسم ....وينتهي الحوار بابتسامات ملائكية فابا القاسم مشتاق للقاء ربه بعد لحظات ...والخليل يذكره بوصيته و الرسول محمد يثق في امته ....الي السماء غادر المصطفي الأقصي ...

وللأقصى نعود.............11 اكتوبر 1178 م

يوم قبل ليلة الاسراء والمعرج ....نسمات اكتوبر الباردة تلفح المصلين خارج اسوار القدس الحبيب ...ما ان انتهي الجميع من الصلاة وادوا السنة بلا تقصير حتي بدأ نقاش حميم حول متي يصلون بداخل مسجدهم الاسير ....الكل تمني والكل ابتهل لله عز وجل ان يرزقهم الصلاة في اولي القبلتين.....تري اين يصلون العشاء المقبل ؟؟؟؟

وفي ظهر اليوم التالي 12 اكتوبر 1178 م ....فتح صلاح الدين وجنوده القدس وطهروها من
88 عاما من طغيان الحروب الصليبية .... صلاح الدين يحسن معاملة المدنيين وجيشه لم يستبح دماء اهلها الين خرجوا بعد ان اسلمهم الفاتح علي ارواحهم واموالهم واعراض نسائهم......
وليلا.....وفي خشوع الملائكة صلي نفس الجنود خلف قائدهم في المسجد الذي ضم كل رسل الله وانبيائه ....تري هل فهم صلاح الدين حديث الخليل والمصطفي ؟؟؟؟

و يسير التاريخ إلى اجيال لم تفهم الحديث بعد ..... 6 فبراير 2007

الجرافات الإسرائيلية تتجه نحو باب المغاربة .... رجال مدججون بالسلاح يحيطون بالات الهدم البغيضة ..... حكومة اولمرت الفاشلة في لبنان تحاول تجميل الصورة باي ارضاء لمواطنيها المتشددين .و مقاهي القاهرة ودبي وتونس تمتلأ بالعرب المغيبين عن واقع امتهم واحلام تل ابيب

و من بعيد ....... اسمع صوت ينتحب لرجل عجوز وهو يقول " تري من يفهم وصية الخليل للمصطفي بعدك يا صلاح الدين " ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ العجوز يحكي لحفيده كيف كان يمسك بخرطوم المياة مع الاف من الفلسطنين صبيحة الحادي والعشرين من اغسطس 1969 ليطفئوا الحريق الذي اشعله يهودي متطرف بالمسجد .
يقول اليهود إن المسجد الأقصى في القدس الشرقية العربية بني في موقع الهيكل اليهودي الذي دمره الرومان عام 70 ميلاديا. ولكن وعلي مدار 60 عاما اثبتت حفرياتهم ان لا صلة للمكان بهيكلهم المزعوم ورغم ذلك الفشل المبين لليهود لربط مكان ثالث الحرمين بهيكلهم الا ان تخريبهم مازال متواصل تحت المسجد الاقصي الذى اصبح لا يستحمل كل ذلك التفتيت لتربته واساساته....
وقد ظهرت اراء تنادي بالسيادة الفوقية والتحتية !!!!!
سيادة فوقية بداخل المسجد للمسلمين واخري تحتية تحت المسجد وفي انفاقه لليهود ...ولا يحتاج الامر لمزيد من التعليق .....و في سبتمبر 1996...اعلنت اسرائيل عن فتح نفق اسفل الاقصى واظهرت اللقطات المتلفزة انفاق ملتوية وطرق مريبة تحت المسجد تهدد وجود ه وتزلزل كيانه....ويومها ثار الكل حماية للمسجد فما لبثت سلطات الاحتلال ان اغلقت الانفاق لا مراعاة لمشاعر المسلمين ولكن خوفا من رد الفعل العربي المسلم.
وعلي مدار تسع سنوات لم يتوقف العبث بالمسجد ... حتي التقى ضعف العرب وانكسار شوكتهم و انكتام اصواتهم من جهة مع فشل حكومة اولمرت وفضائحها من جهة اخرى ....ولكن كان الفرق واضحا جداااا بين المدافعين عن مقدس شريف وعزيز وواضح وضوح الشمس وبين المدافعين عن وهم أو اكذوبة رددها خبثاء وصدقها شعب يبحث عن تاريخ ......كان الفرق واضحا حتي على كيان الكلمتين فالاولي تصدعت و ظهر عليها انقسام العرب وتشتتهم فتباعدت حروفها وسقط التشكيل من عليها رغم صدق رسالة العرب والمسلمين بينما كلمة الهيكل ثبتها وقواها قوم مدافعون عنها وان بقت رسالتهم ملوثة و مصطنعة بعقول الخبثاء من ابناء صهيون.
من الحريق للهدم يظل الاقصى شامخا رافعا راية التحدي لكل اعدائه وان تخلي عنه ابنائه .
ترى متي نفهم وصية ابراهيم الخليل لمحمد الحبيب؟؟؟
تري متى نكتب كلمة الاقصى بلا فراغات بين الحروف ؟؟؟؟؟؟

هيثم التابعى

1 comment:

Hend.feps said...

السلام عليكم ....

أولا و قبل كتابة أى تعليق عن ( ال أ ق ص ى و الهيكل ) ... أود أن أوضح مدى إعجابى بأسلوب كتاباتك الرائع .... خاصة المشاهد التى تنبض بالحياة التى غالبا ما ترسمها فى بداية مقالاتك و التى تأخذنا إلى أعماق فكرة المقالة ببساطة شديدة جدا ..... رائع فعلا..

كنت قد أخبرتك أنى من فرط إعجابى بهذه التدوينة خشيت أن أشوبها بتعليقى ... و لكن بعد الفيلم الوثائقى ... و بعد المناقشة التى دارت عقبه ... أخذت الأفكار و الآراء تحلق فى رأسى ....

نعم .... لماذا جامعة الدول العربية إذا ؟؟؟

و أعود الى بعض الآراء التى أكدت على أن الحكام العرب فضلوا المصالح الشخصية على مصلحة الأمة ....
و لكن أى مصلحة شخصية تلك ... حفنة من المال .... الكرسى ... مصالح واهية ضعيفة تستهلك سريعا بأستخدامها و يظل الكره و البغض فى نفوس الشعوب و يظل التاريخ يذكرهم بالسوء طالما بقى الجنس العربى يحيا على هذا الكوكب ....

و بمقارنة هؤلاء الحكام بصلاح الدين ... ( مع شديد الأسف لصلاح الدين ) فهو ظل الحاكم و وحد الجبهة و ظل أسمه يلمع فى سماء الأبطال حتى اليوم و سيبقى كذلك ..
فأى مصلحة شخصية أسمى و أفضل من ذلك ..

و مع أنه لم يرد المصلحة الشخصية من وراء جهاده إلا إنها جاءته بالرغم من كل شئ ...

يبقى الحال على ما هو عليه .... يبقى الذل و الامتهان ملاصق بأسم أمة عريقة ... إلى أن يأتى حكام يفضلون مصلحة الأمة على دونها ....و يفهمون وصية ابراهيم الخليل لمحمد الحبيب عليهما الصلاة و السلام ....