18 March 2007

كلمة افتتاح نموذج جامعة الدول العربية

كلمة افتتاح نموذج جامعة الدول العربية
المكان : جامعة الدول العربية
الزمان : الثلاثاء 14 مارس 2007
بسم الله الرحمن الرحيم ...

اتشرف في البداية ان ارحب بـــ
الدكتورة مني البرادعي عميد الكلية
السيد السفير / وائل الاسد
السيد السفير / مجدي صبيح
الاستاذ الدكتورعبد العزيز شادي/ المشرف الاكاديمي للنموذج
الاستاذة الدكتورة هبة نصار / وكيلة الكلية لشئون المجتمع وتنمية البيئة
اما بعد.......
اسمحوا لي ان اطلب منكم ان تستحضروا في اذهانكم ذكري 250 شابا مصريا غدر بهم ذئاب الكيان الصهيوني في صيف 67 اطلب ذلك حتي يتاكد عدونا الجبان اننا لا ننسي شبابنا ولا نرض ابدا ان يكونوا مجرد ارقام في وثائقيات واحصائيات التاريخ.

وبالتاريخ وفوارق الزمان ابدأ .
فبين نوفمبر 2006 ومارس 2007 لم يتغير الحال كثيرا بل وللاسف قد يكون ازداد سوءا ..
ففي العراق اصبح الاقتتال السني الشيعي حقيقة واضحة وضوح الشمس وبه تتحجج قوات الاحتلال في بقاءها علي ارض كانت يوما مملكة هارون الرشيد وعلي نفس المنوال سار اهل فلسطين ناسين قضيتهم الاساسية او فلنقل انساهم اخرون قضيتهم الاساسية وانشغلوا تماما بحرب لا نتيجة لها الا اراقة الدم الفلسطيني نفسه...
حرب ارضها ورجالها فلسطينيون ومنتصروها طرف يعف اللسان عن ذكره في جامعة الدول العربية . فبين حماس وفتح في فلسطين يشتد الصراع وهو الصراع نفسه الذي يشتد بين اطراف عدة في بيروت الجميلة ففي لبنان يبقي الوضع معقدا تحالفات عداءات مساعدت من خارج البلاد اما الخاسر فهو مواطن يسجل في بطاقة هويته انه لبنانى .
و نترك جزيرة العرب لنطير للسودان التي اصبحت تحت مطرقة قرار دولي يفرض عليها قبول قوات اجنبية علي ارضها .و في الصومال دك الاثيوبيون اراض يقال عنها عربية دون ان نحرك ساكنا لانقاذ عرب منسيين . و الي موريتانيا و للعقيد محمد ولد فال اتوجه بكل الاعجاب والتقدير لرجل كان على وعد قطعه بتسليم السلطة ولد فال رفض حتي ان يخوض الانتخابات ليصبح ثاني حاكم عربي يسلم السلطة طوعا بعد سوار الذهب في السودان...شكرا سيادة العقيد و يا ليتهم منك يتعلمون....
سياسيا تراجعت 22 دولة عربية الي المقاعد الخلفية في صنع القرار ...طرف يفكر في امورنا وطرف يملي علينا قراراتهم وطرف هو نحن اكتفي تماما بان يملى عليه دون حتى الوقوع في اخطاء املائية

تستحضرني حكمة بالمصادفة هي امريكية تقول
" اكثر الناس بؤسا اولئك الذين اصبح اللا قرار هو عادتهم اليومية "
ولا اعتقد ان تصل المصادفة حد كون تلك الحكمة هي سياسة البيت الابيض مع كل العرب

سئلت نفسي كثيرا من السبب في احوالنا تلك ..؟؟؟
الولايات المتحدة وساستها ام اولئك القابعون منذ امد في سدة الحكم ام نحن انفسنا ولا ندري ؟؟؟


الولايات المتحدة متآمر مستغل مغتصب
وهي حقيقة لا جدال فيها يثبتها لنا التاريخ يوما بعد يوم .
الولايات المتحدة متآمر مستغل مغتصب
وهي حقيقة تاكدها بالسير عكس الشعارات التي ترفعها فكثيرا ما نراها تؤيد حكومات ديكتاتورية لمجرد انها تخدم مصلحتها في العالم وكثيرا ما نراها تدوس علي الانسان وحقوقه
فلنطلق عليها من الالفاظ ما شئنا
فنحن آمنا بنظرية المؤامرة عفوا المؤامرات و ظللنا نصدقها حق التصديق فنسبنا للولات المتحدة كل مصائبنا وسلبياتنا ...شماعة علقنا عليها كل الكوارث حتي لا نكلف عقولنا عناء التفكير

ولكن من سمح للولايات المتحدة بذلك...هل هي حكوماتنا ؟؟
فحكوماتنا العربية لا تغير من الواقع شئا بل تكـتفى بعقد اجتماعات مغلقة لا جدوي لها ليخرج اولي الامر لنا شاجبين مستنكرين . واتسائل متي تبدأ تلك الحكومات في اتخاذ مواقف ايجابية ؟ والحقيقة ان التاريخ لن يرحم يوما من يفرط او ....اتركها بلا تكملة لتكملوها كل حسب رؤياه .
قالوا لنا اننا نعيش حياة سياسية ديمقراطية وانتظرنا ديمقراطية في الوقت الذي تكمم افواه وتغلل ايادي مطالبة بالديمقراطية الحقيقية. وعجبي علي ديمقراطية ابقت احزاب في الحكم لعقود دون

اما عن انفسنا فنرفض حتي ان نفكر ان الخلل قد يكمن فينا فنخدع انفسنا بانهم في الغرب قساة غلاظ القلب فاسدون وان حكوماتنا متأمرة علينا للغرب راكعون.
وبهذة الحسبة البسيطة اصبحنا شعوب الحمل الوديع الذي ياتيه الهجوم من كل مكان وهو برئ منها براءة الذئب من دم ابن بعقوب .
خدعنا انفسنا وارتاحت عقولنا من التفكير وارتاحوا هم لاننا دائما منخدعون فاستغلوا انخداعنا ويثوا فينا فتناً ونعراتً طائفية ومذهبية ونفخوا في ابواقها ودقوا طبول خلافتنا البينية فكان الوضع في العراق و فلسطين
قد نكون نحن السبب لا هم فنحن شعوب رفضت ان تقرأ الورق فضربت بالقلم . شعوب قبلت ان تنام راضية بالخديعة علي ان تكشف عن اى حقيقة .
فصدق فيهم قول الشاعر فاروق جويدة

وشعوبنا ارتاحت ونامت
نام الجميع وكلهم يتثائبون
فمتي يفيق النائمون؟
متي يفيق النائمون ؟

هل علينا ان نعيش مقيدين باغلال السلبية و الامبالاة ؟ ام نفكر ونحلم بايجابية لمستقبل افضل

فطالما طالبنا مثلا بتعديل ميثاق تلك المنظمة التي تحتضننا الآن بين اروقتها وطالما كانت الأذان لنا صماء . وها نحن لم ننتظر لهم تحرك فعدلنا واضافنا وحذفنا لنخرج بميثاق عصري برؤية الشباب العربي للمستقبل ميثاق يفعل من دور الجامعة في ادارة شئون الوطن العربي
لم ننتظر الحكومات لتفعل ذلك ...
سنقدم الميثاق لمسئولي جامعة الدول العربية فاما ان يقبلوه ويناقشوه معنا او يصرون علي ابقائنا علي هامش الوطن . الشكر كل شكر لمجلس محكمة العدل العربية علي جهده العظيم في اعداد رؤيتنا للميثاق .

وفي مصر يعترض البعض علي عملية التعديلات الدستورية القائمة وبغض النظر عن اتفاقنا او اختلافنا مع عملية التعديل . يبقي سؤالا مطروحا هل قدمنا رؤية واضحة لشكل دستور بلادنا ام اكتفينا بلعب دور النائمين ببراعة.

وحتي لا اكون متهما بجلد الذات اعلم بان الامر كل الامر بيد حكوماتنا العربية ولكنني اتحدث عن تفعيل دور الشعب والمجتمع المدني اتحدث عن اراء ورؤي واضحة نقدمها فتحترم

المحصلة ان الواقع هو مجموع افعالنا جامعين كلنا ابطال واقعنا نحن بسلبيتنا وحكوماتنا بمواقفها المتساهلة والولايات المتحدة التي تجري اولا واخيرا خلف مصلحتها حتي وان كانت ضد الشعارات التي ترفعها عاليا

قبل ان نتهم الاخر الرجاء ان ننظر الي انفسنا لنري هل سعينا الي الافضل فعلا ؟؟

هل ما وصلنا اليه من صنع ايدينا من صنع نومنا واستهتارنا والامبالاة التي ملئت عقولنا؟

هل علينا ان نشكو زماننا ام ان نخرج بحلول ورؤي متطورة للواقع الذي نعيشه ؟
هل اصبحت الصورة سوداء ام ننتظر بصيص امل يوم ليغير الحقيقة؟

حقيقة واقع قابل للتعديل لانني بفخر اقول للتاريخ سجل ...انا عربي ولن اعيش علي هامش وطن؟
حقيقة واقع قابل للتعديل لانني بفخر اقول للتاريخ سجل ...انا عربي ولن اعيش علي هامش وطن؟


هيثم التابعي

1 comment:

Hend.feps said...

كالعادة طبعا و كالمتوقع يعنى .... ان كلمة التابعى هتكون جامدة و حلوة جدا و مليئة بالمعانى ....و أجمد ما فيها انك استهليتها بأعلى صيحة على الساحة.. قضية ال 250 اسير اللى راحت دمائهم هدر و حتى الان يفتخر الكلاب بفعلتهم الشنعاء و تظل الرؤس العربية مطأطأة ...

بعدها التحليق الرائع فى مطارات المصائب العربية .... و توضيح من أكثر الناس بؤسا ...

و يأتى قول الشاعر فاروق جويدة ... متى يفيق النائمون ؟؟؟....


و فى النهاية ... اختتمت كلمتك بالأمل و بانه مهما كانت الظروف تؤكد على انه يوجد عرب رفضوا ان يعيشوا على هامش وطن ....

كان بس فى حاجة اخيرة عايزة اقولها ... فعلا فعلا يا هيثم يوم الافتتاح دا كان يوم ممل جدا و كنت بنام بجد ... بس كلمة التابعى و العشيرى هما الحاجة الوحيدة اللى خلونى مندمش انى جيت الافتتاح ... الحمد لله انكم كنتم موجودين... الى حد ما رحمتونا من الكلام الرتيب الممل بتاع الناس اللى انتا عارفها .... دا رأيى الشخصى ..

مبروك يا هيثم على انتهاء النموذج ...